الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

__ في الذاكرة ... رواد عبروا بصمت _..بقلم سلطان القلم حسن رياض

يلة العيد والأجواء الجميلة ... الكل ينتظر الصبح بفارغ الصبر ... الصبح لا يأتي بالسرعة المألوفة ... تمر الثواني ببطء شديد ... والأطفال يمرحون حول الكبش عريس الحفل ... والنساء يحضرن ما يمكن تحضره للقاء الصبح الدموي ... والرجال يتذكرون أبسط الحاجيات الإلزامية لوداع الكبش في ظروف أجود ... أهمها شحن السكين جيداً ... في هذه الأثناء كنت أنا وحيداً داخل غرفتي الكئيبة ، ومن حولي يسود الفراغ ... وتكفهر ملامح الجدران بدوائر دخان لفافتي الملتهبة .... أبدو مستلقيا وعيني على ضبابية السقف المعتم ، بينما تستيقظ بذاكراتي المتعبة ... ذكريات مضت في صمت ولم يبق منها سوى أشياء عالقة في الذهن المفقود ... أناس أعزاء عرفناهم أو القدر عرفنا بهم ... أناس ليسوا من النوع العادي ... مثقفين ، أدباء ، شعراء ، فنانين ، أناس ضحوا بالكثير من أجل سعادة الأخر ... (في المسرح والغناء والتشكيل والشعر والتأليف والأخراج وكل مناحي الإبداع ..)بكفاح واستماتة قوية استطاعوا أن يبنوا لأنفسهم أسماء قوية ... ستظل على الأقل محفورة في أذهاننا نحن من عشرنا تواجدهم ... وصفقنا لعطائهم ... بعد كل المعاناة التي كابدوها في حياتهم ... ونكرانهم للذات ... والتضحية في سبيل الخلق والإبداع ... في غفلة منا استفردت بهم يد القدر وسلبتهم الحياة ... ليتواروا خلف حفنة من التراب ... لم نهديهم سوى كلمات جوفاء في مأتم حزين ... كانوا شعلة من العطاء ... وأصبحوا في طي النسيان ... آه كم نحن جاحدون .. وتباً لنا من قوم يتقن لعبة النسيان ... نحن أناس نتلافى كل شيء جميل حينما يختفي عن أنظارنا ... ستقولون لي ... البقاء لله ... والحي أبقى من الميت ... صحيح ولا جدال في الأمر ... لكن يجب علينا أن نتذكر تلك الشموع التي احترقت لتضيء الأجواء من حولها ... حتى ذابت في صمت ... وعبرت دون تكريم لائق لها ... أسماء كبيرة كانت حاضرة بكل المعاني ... لكنها ذابت في زحمة النسيان ... وشوارعنا تحمل أسماء أناس ليسوا من هذا الوطن ... ولم يقدموا له شيئا يذكر ... ومع ذلك باتت شوارعنا تذكرنا بهم كلما عبرنها ... شيء مخجل حقاً هذا الذي يحدث ... وأمام كل الأسماء التي حضرت ذاكرتي المرهقة والتي لا أستطيع ذكرها أو بعضها ... حتى لا أفضل زيد على عمر ... ورحم الله كل مبدعي هذه البلاد الذين عبروا في صمت ... وتركوا أثار خطاهم على رمال الذاكرة ... والبا
قون كل عام وأنتم بألف خير 

ليست هناك تعليقات:

مجلة واحة الثقافة والادب الالكترونية