الأحد، 30 أكتوبر 2016

((هوى الشام..)).......بقلم مصطفى طاهر

جَأَشَتْ بَلابِلُ صَدْرِيَ الخَفَّاقِ
..........................وَتَقَرَّحَتْ مِنْ سُهْدِهَا أَحْدَاقِي
وَيَرَاعَتِي جَفَّتْ دِمَاءُ وَرِيدِهَا
....................وَالطّرْسُ أُحْرِقَ مِنْ لَظَى الأَشْوَاقِ
فَمَلَأْتُهَا مِنْ مَاءِ عَيْنِي فَاشْتـَكَتْ
...........................وَتَرَكْتُهَا تَبْكِي عَلَى أَوْرَاقِي
نَزَفَتْ عَلَيْهَا مُهْجَتِي وَخَوَاطِرِي
........................وَهَوَى الشَّآمِ يَثُورُ فِي أَعْمَاقِي
وَهَوَى الشَّآمِ وَيَاسَمِيْنُ رِيَاضِهِ
..........................سَكَنَا بِقَلْبِي وَاحْتَوَى أَرْمَاقِي
وَعَلَى شَوَاطِئ آهَتِي وَمَرَارَتِي
..........................المَوْتُ أَضْرَمَ جُذْوَةَ الإمْلاقِ
وَقَوَافُل الأحْلامِ حَطَّتْ رَحْلَهَا
...........................فِي جِيْدِ عَنْقَاءٍ وَفِي أَحْرَاقِي
وَطَنِي وَقَدْ جَارَتْ عَلَيْهِ نَوَائِبٌ
........................دَكَّتْ عُرُوشَ المَجْدِ والأَعْرَاقِ
وَطَنِي الشَّآمُ وَقَدْ تَنَاثَرَ عقْدُهُ
..........................وَخَنَاجِرٌ سُلَّتْ عَلَى الأَعْنَاقِ
وَالقَاسِيُونَ تَزَلْزَلَتْ أَرْكَانُهُ
.......................مِنْ هَوْلِ مَا يَجْرِي وَمِنْ إِشْفَاقِ
فَإِلَى مَتَى نُصْلَى بِفِتْنَةِ مُعْتَدٍ؟
.......................... أَوَمَا هُنَالِكَ مُنْجِدٌ أَوْ رَاقِي؟ 
فَالقَتْلُ يَسْرِي بَيْنَنَا بِشَرَاسَةٍ
............................نُرْوَى بِكَأْسٍ حَاقِدٍ عَقَّاقِِ.
وَطَنِي سَتَبْقَى فِي المَعَالِي شَامِخاًً
..............................وَمَنَارَةً لِلْعِلْمِ وَالأخْلاقِ
وَالمُجْرِمُونَ وَإِنْ طَغَوا وَتَحَالَفوا
......................خُذِلُوا وَمَجْدُكَ فِي المَعَالي بَاقِ
هَامَتْ عَلَى تَارِيْخِ عِزِّكَ أَنْجُمٌ
......................وَسَمَوْتَ عَرْشَ الفَخْرِ بِاسْتِحْقَاقِ
وَطَنِي زَرَعْتُكَ فِي فُؤادِي نَبْضَةً
......................وَمَزَجْتُ حُبَّكَ فِي مَدَى أَعْرَاقِي
أَنْتَ القَصِيْدَةُ مَا عَزَفْتُ حُرُوفَهَا
.............................إَلا بِعِشْقِ عَبِيْركَ الدَّفَّاقِ
يَا شَامُ يَا نَبْضَ القَرِيْضِ وَوَحْيَهُ
........................رَكَعَ البَيَانُ بِرَوْضِكِ الرَقْرَاقِ
يَا شَامُ يَا نَسَمَاتُ صُبْحٍ عَطَّرَتْ
...........................فَجْرَ الحَيَاةِ بِنُورِهَا البَرَّاقِ
آهٍ أَخِي طَالَ الظَّلامُ بِأَرْضِنَا
......................شَرِبَتْ صُرُوفَ المُرِّ والإزْهَاقِ
أَرْضِي وَأَرْضُكَ وَالدِّمَاءُ دِمَاؤنَا
........................أَوَهَلْ سَنَبْقَى فِي جَفَا وَشِقَاقِ؟
إِنِّي وَإِنَّكَ فِي سَفِيْنٍ وَاحِدٍ
.........................وَالحَرْبُ تَأْخُذُنَا إِلَى الإغْرَاقِ
هِيَ صَرْخَةٌ صَعَدَتْ بِقَلْبِي تَصْطَلِي
.......................يَكْفِي التَّمَادِي فِي رُؤى الشَّقَّاقِ
مَا أَكْثَرَ البَاكِيْنَ حَوْل دَمَائِنَا
.......................بِدُمُوعِ غَدْرٍ حَــاِقٍد أَفَّــاقِ
قَدْ أَثْخَنُوهَا بِالجِرَاحِ وَلَمْ تَعُدْ
..........................تَقْوَى عَلَى الآَلامِ وَالإِهْرَاقِ
فَدَعُوا الشَّآمَ وَقَدْ ضَوَتْ وَتَأَلَّمَتْ
...........................تَرْتَاحُ مِنْ أَلَمٍ وَمِنْ إِرْهَاقِ
إِنِّي لَيَقْتُلُنِي الحَنِيْنُ إِلَى الحِمَا
........................وَالشَّوْقُ يُضْرِمُ قَلْبِيَ المُشْتَاقِ
هَيَّا امْسَحِي يَا شَامُ دَمْعَكِ وَاغْسُلِي
............................بِاليَاسَمِيْن دَنَاسَةَ الأَحْرِاقِ
فَاللهُ رَبُّــكِ وَالنَّبِيُّ مُحَمَّدٌ
..........................وَمَلائِكُ الرَّحْمَنِ فِي الآَفَاقِ
يَحْمُونَ حصْنَكِ شَامِخاً مُتَألِّقاً
........................وَيَدُومُ عِزُّكِ فِي رُبَاكِ الرَّاقِ

ليست هناك تعليقات:

مجلة واحة الثقافة والادب الالكترونية