الاثنين، 29 أغسطس 2016

عذرا فلسطين لم ننساك \\ بقلم ابو حمزة الفاخري

عذرا فلسطين......لم ننساك ولكن!!!
يعتذر لها : أبو حمزة الفاخري


أعذرينا فلسطين.... 
سامحينا أيتها العروس المنتظرة في هودجها فارسا... 
ولم يأت...خانتهُ فرسهُ ...ربما......
وربما ضلّ الطريق.....
وتاه في صحراء العروبة العاقر ..
وربما ابتلعته عاصفة الصحراء...
وربما...خذلهُ الصاحب والرفيق....ربما...
عذرا....
أيتها القصيدة اليتيمة !
فقد تخلّف شاعرك عن الحضور......
والأسباب ممنوعة من النشور.....
وبقي ينتظر الجمهور...
لم يأت...كما فارسك المبتور...
عذرا أيتها العنية ...
أيتها الولية......
أيتها الخطية....
فقد تركناك عشرات الأعياد...
وتشردنا في أصقاع البلاد...
وخطيُّتُكِ في كل رقاب العباد..
فاعذرينا ...
تقاعسنا عن أداء الواجب...
وها نحن ندفع الضرائب...
لكل من عوى وتكالب
لم نراعِ صلة الرحم......
ولم يحرك فينا شلال الدم...
إلا فوران دمٍ.....
وبعض حروفٍ من كلمٍ وقلم...
بعد أن ألقينا الرمح والسهم
عذرا...
فأنت مُنبِّهُ الحلم الدائم....
إن غفا في طول أمانينا......
وأنت موال الصبر في أغانينا وليالينا
وأنتِ أنتِ التي تسلّق على أكتافك أشباه الفرسان....
بعد أن زرعوا فينا وهما...
وأشبعونا جهلا.......
وجعلونا في أقدامهم نعلا....
فعذرا عذرا.... يا فلسطين
عذرا يا قبلةً ً ُأولى في الدين...
يا آخر المطاف والخاتمة ليوم المحشر والدين....
ففي أقصاك صلى نبينا بالمرسلين......
فكيف ننساك يا فلسطين!!!!!
عذرا....
انشغلنا مرة بوهم الحياة....
ومرة بصراع الطغاة...
انشغلنا عنك لأجلك...
فحراس الغدر منعونا الوصول إليك....
أسالوا دماءنا....
هدّموا بيوتنا.......
شرّدوا رجولتنا...
لا يهم!!!
فألاهم انك في قلب القلب تنبضين....
وانك لأهلك تعذرين
فعذرا يا أم المدن والممالك.....
فمن تخلى عنك هالك....
وتاه في ظلام المسالك.......
فأنت أنت أم المعارك.....
وأظنك للعذر تقبلين
فعذرا يا سيدة العالم...
يا همزة الوصل بين الأرض والسماء...
يا فيصل النور والظلام....
أعتذر إليك بكل لغات العالم....
وبكل أناشيد الثوار...
وما يعزيني انك تقبلين الاعتذار...
واعلمي إني دائم الإصرار...
مهما طال الزمان ودار
أن أعود وأنثر الأزهار......
في يوم الانتصار..
عندما أحطم الأسوار..
التي غرزها كل تاجر وفاجر سمسار.......
فاعذريني لبعض الحين...
وأنا على يقين انك تقبلين.....
فعذرا...عذرا فلسطين...
فلم ولن ننساك...
مهما تغرّب عمر السنين
فأنت في الأحشاء جنين .......
وفي الروح تسكنين
فاعذرينا....و آنطرينا 

ليست هناك تعليقات:

مجلة واحة الثقافة والادب الالكترونية