الجمعة، 4 نوفمبر 2016

* عجبا لي !...*- بقلم الشاعر / جمال الدين بنشقرون -

عجبا لي !...*
عجبا لي .. وأنا الإنسان..!

ويؤججني ألف سؤال وسؤال :
أنسيت أنا من أين أتيت ؟ ...
أفلا أنشأني الخالق من ماء وتراب ..
وبدأت من الضعف إلى القوة ..
وطغيت أنا واستعليت..
وانشطرت إنسانيتي للسالب والموجب ..
وسجال صيروري قائم.. 
وصراع بين الضدين..
والذات تحارب فيها الذات 
والإنسان ينازل فيه الإنسان ؟...
*****
عجبا لي. وأنا الإنسان ..!
ونسيت بأني إنسان ..
لي عقل .. لي ميزان ..
لي إحساس ومشاعر ..
والتحنان من الوجدان ..
ومع الأزمان .. 
ومن العهد الحجري إلى الحضري ..
تنقلب الإنسانية في مكنوناتي للهمجية ..
أتجرد من نفسي في نفسي ..
أتحول من مخلوق إنساني للمخلوق المتوحش...
في غابة مخلوقات الأشباح ..
والأقوى يفترس الأضعف ..
وبموجب قانون الغاب ..
والغالب فيها لفئات ذئاب ..
*****
عجبا لي. وأنا الإنسان..!
ونسيت أنا قول الخالق :
(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )
ملئت أرض الله بخلق رحل..
جالوا كل ربوع العالم.. 
وتجمع بعض منهم بقبائل..
وقبائل أضحت في الأرض شعوبا... 
والشيخ غدا سيد قومه..
والشعب له حاكم ..
ومن الأحكام العرفية..
سادت أحكام شرعية..
دسترها عرفا أو نقلا بعض عن بعض..
لكن الدستور الرباني نآى عنه الخلق..
وتعرت كل معايير القيم الإنسانية..
حتى عم الطغيان ربوع العالم ..
وهنا ضاع الإنسان من الإنسان ..
دون تعارف .
*****
عجبا لي. وأنا الإنسان ..!
وقلوب واهنة تتهاوى خلف حنايا الإنسان ..
وبدا أول عالم..
والثاني محغوظ لضمان حقوق الأول . 
والثالث للعالم يبقى مرتع حرب أبدية..
ونزاعات عرفية...
وخلافات وصراعات مفتعلة ..
يشعلها الأقوى ..
كي يبقى الأضعف في حلقات بركانية ..
تحرق في الثالث من عالمنا اليابس والأخضر ..
ليمد يدا للأول يطلب صدقة .
*****
عجبا لي.. وأنا الإنسان ..!
وإذا أشرقت الشمس علي. 
وأزاحت عني السحب الدكناء..
وأفاقت في إنسايتي الغيرة تلو الغيرة ..
وضميرا حيا لأطارح عالمنا الأول قولا :
هل لك أن تقبل عيشا في أمن وسلام ..
وبلا ثاني العالم ..
كي نتقارب ..
نتواد..نتحاب..نتصافح. نتسامح ..نتسالم ..
ونطيح بكل حواجز تفصلنا عن بعض..
وبلا أي حدود.. ؟...
يطبق صمت دون صدى.. 
والبركان المتأجج يفرغ ما في جوفه..
وسيول من دم ..
تجرف معها كل سيول النيران البركانية ..
والعالم في حيرة..
وسؤالي دون جواب.. 
يتعبد عند المحراب..
والصمت له جلباب..
مقفلة في عينيه الأبواب ..
وسراب تلو سراب تلو سراب..
وقتال بين بني الإنسان ..
وسؤال محتضر في حضن النسيان..
دون جواب. 
واعجبا لي. وأنا الإنسان ..!
أن الصمت لقد أخرسني.
فاستنجدت بحرفي..
وهو لدي..
أصدق من أي لسان .

ليست هناك تعليقات:

مجلة واحة الثقافة والادب الالكترونية